Friday, October 30, 2009

سأظل أبكى


سأظل أبكيك بحاراً من دموع

سأظل أبكيك و أبكى ذا الزمان

لا أذرف الدمعات ماءً بل دماء

و الدم حرٌ شابه بعض الخنوع

يا من تنادى من بعيد

هلا أتيت لكي تنير لنا الطريق

ما عاد فى العمر الكثير

ما عاد للقلب احتمال

فالزهر يذوى .. لا بريق و لا رحيق

و النور يخفت سابحاً في اللاأثير

و السر أضحى ساكناً جزر المحال

يا من تنادى من بعيد

سلِّم على زمن النضال

سلِّم على الزمن الجميل

و لا تنادى ثانيا

سأظل أبكى راية التحرير

سأظل أبكى حلمنا الممنوع

سأظل أبكيك بحاراً من دموع

Thursday, October 22, 2009

السلفية .. البعد الفكرى و الانتشار الجماهيرى

 

1-     المدارس السلفية .. تعريف عام

2-     المدرسة الوهابية و المدارس الفكرية المقابلة

3-     النظريات التفسيرية للانتشار الجماهيري

4-     الترويج الإعلامي ضد السلفية

 

لقد عاشت بلادنا فى الفترة الأخيرة ، مرحلة مختلفة ، تميزت بتكاثر الأفكار و المرجعيات ، و انقسام الناس حول تبنى هذه الأفكار .

 و المدارس السلفية بمختلف اتجاهاتها و تياراتها قد شغلت حيزاً كبيراً في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية ، و ذلك لم يكن مقصوراً على شريحة معينة أو طبقة بعينها ، بل كانت محل نقاش طويل فى العديد من المستويات الفكرية .

 و قد تم تناول هذا الأمر من قبل العديد ممن هم أعلم منى و أقدر على الحديث فى هذا المضمار ، إلا أننى وجدت أن هناك مشكلة حقيقية فى تفسير العديد من أسباب الانتشار الجماهيري الواسع لهذه الأفكار ،، و هو ما أحببت أن أتناوله - بشكل متواضع جدا - فى هذه التدوينة البسيطة ، عسى الله أن ينفع بها و يجعلها لنا لا علينا .

 

1-     المدارس السلفية .. تعريف عام

هناك كمٌ هائل من النقاشات و الحوارات التى أضعناها بسبب أزمة المصطلح ، فنترك الدلالة و نتجادل حول توافق المصطلح مع المعنى أو عدم توافقه ، فصرنا فى نقاشاتنا كالجندى الذى يقاتل على جبهتين ، جبهة الدال ( المصطلح ) و جبهة المدلول ( المعنى ) ، و هو ما أضاع منا الوقت و الجهد الكثير ، بالطبع لا أحد ينكر أهمية المصطلح و حتمية المناقشة حوله لما يحمله من الوقع النفسى و العقلى على المتلقى ،، و أنا لا أدعو إلى إهمال ذلك أبداً ، و لكن فقط ما أدعو إليه ؛ أن يكون لكل مقام مقال ، و أن نعلم إذا ما كنا نتناقش حول مصطلح أم حول دلالة ، حتى تؤتى نقاشاتنا ثمارها طيبةً .

لذلك فقد أحببت من البداية ، أن أعرِّف ما أقصده بالمدارس السلفية ، لا لأصك مصطلحاً علمياً ، و إنما فقط ليكون موضع الحديث منصب حول ما أقصد لا ما أصطلح ، المعنى لا القاموس .

و من ذلك ، فإن ما أقصده بالمدارس السلفية ؛ تلك المدارس الفكرية الإسلامية التى تبنت ما ورد عن السلف نصاً ، و أرادت أن تنقله للمجتمع الذى نعيشه ، مؤمنةً بأن هذا النمط المعيشي هو الأنسب و الأفضل ، و الذى أسفر عما حققه السلف الصالح من نهضة حقيقية لأمور دينهم و دنياهم ، لذلك و انطلاقاً من هذه الرؤية فقد رأت هذه المدارس أن ذلك لا يتحقق إلا بضرورة الوقوف على ظاهر النصوص الشرعية ، و ظاهر موقف السلف من هذه النصوص و تعاملهم معهم ، إذ أنهم ارتضوا باجتهادات السلف التى - على حد تعبيرهم - أحدثت الطفرة البشرية التى حققها سلفنا الصالح فى زمانهم ، و لا مانع من نقل تجربتهم نقلا حرفياً ، إذ أنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان .

و قد تعددت المدارس السلفية و اختلفت ما بينها حول عدة أمور ، فمنهم من كان أكثر مرونة فى حرصه على نقل التجربة السلفية ، و منهم من حرص على نقلها كما هى بلا تعديل و لو مرحلي ، و تفرعت المدارس السلفية فى رؤيتها لتغيير المجتمع ، الذى اتفقوا جميعاً على أنه غير صالح ، فمنهم من رأى حتمية تغييره بالجهاد ، و منهم من رأى الدعوة السلمية كافية لذلك ، و منهم من رأى ضرورة الانعزال عن هذا المجتمع الفاسد لتكوين مجموعة صالحة تغير هذا المجتمع بعد ذلك .

لذلك ، فإننى شخصياً أرى أن المدارس السلفية لها رؤية فكرية معينة ، و من الخطأ التعامل معها على أنها مجرد  أفكار نشأت فى ظروف استثنائية ، اقتصادية أو اجتماعية ، و أنها لا تحمل أى منطق فكرى أو عقلى ، و هو ما سنشير له فيما بعد .

 

2-     المدرسة الوهابية و المدارس الفكرية المقابلة

من أشهر هذه الدعوات السلفية ؛ الدعوة الوهابية ، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( 1703 1792 م ) ، و التى انتشرت فى شبه الجزيرة العربية فى منتصف القرن الثامن عشر ، داعيةً إلى إعادة النظر فى المفاهيم العقدية عند المسلمين ، و أهم هذه المفاهيم عقيدة التوحيد ، التى شابها الكثير من الأخطاء و الانحرافات فى رأى هذه الدعوة الوهابية ، فخرجت هذه المدرسة تدعو لنبذ البدع و العودة إلى المنهل الأصلى للدين - الصحابة و السلف الصالح - داعيةً للتمسك بالدين على المنهج الحنبلى ، رافضة و بشدة الآراء الدينية السائدة فى عصرها ، و المدارس الفكرية الإسلامية الأخرى كالصوفية و غيرها ، و هو ما دعاهم لتسمية أنفسهم بأهل السنة و الجماعة ، و إخراج العديد من المدارس الأخرى من هذه المظلة الواسعة الشاملة .

و من حسن حظ هذه الدعوة الوهابية ، أن الظروف السياسية هيئت لانتشارها تماماً ، خاصة بعد اتفاقهم مع آل سعود الذين حكموا جزيرة العرب بعد ذلك .

و تتميز المدرسة الوهابية ، كغيرها من المدارس السلفية الأخرى ، بالوقوف على ظواهر النصوص ، و رفض تأويلها أو تفسيرها لتناسب الواقع القائم ، و هو ما أدى لاهتمامها الشديد بالعوم الشرعية النصوصية كعلم الحديث و التفسير ، على حساب العلوم الشرعية الفقهية كعلم مقاصد الشريعة و أصول الفقه ، كما تتميز أيضاً هذه المدرسة برفضها للكثير من الآراء الخلافية ، بل و تميل لتقسيم الخلاف بين العلماء إلى خلاف سائغ ( أى صحيح ) ، و خلاف غير سائغ ( أى لا يؤخذ به ) ، و هذا النوع الثانى من الخلاف له الوزن النسبى الأكبر كثيراً إذا ما قورن بالخلاف السائغ .

و فى ذات الوقت الذى انتشرت فيه المدرسة الوهابية فى شبه الجزيرة ، كانت هناك حركات فكرية مقابلة تختلف مع رؤية المدرسة الوهابية و أتباعها ، و من أهم هذه الحركات الفكرية ، حركة الأزهر فى ذلك الوقت ، و الذى كان منقسماً إلى فريقين ، فريق دعا إلى ضرورة التمسك بالأصول و التراث لمواجهة الهجمات التغريبية التى تواجه الأمة فى ذلك الحين ، و فريق آخر رأى ضرورة التجديد و الإصلاح فى المنهج الفكرى و الدينى القائم ، و قد رأى الفريق الأخير أن ذلك هو الأنسب لمواجهة القوى التغريبية القادمة و الصمود أمامها ، و على كل حال ، فقد اختلف كلا الفريقين مع الرؤية الوهابية اختلافاً شديداً ، إذ أن التيارين كان منهجهما التعامل من خلال المناهج الفقهية و المقاصدية ، التى تبحث فى مقصد النص ، و تفقه الواقع لتخرج الحكم ، و هو ما يتناقض مع منهج المدارس السلفية بشكل عام من المنطلق ، و لكن الخلاف بين التيارين - الأزهريين - كان على توقيت الإصلاح و طبيعته و شكله و ظروفه و اختلاف تفسير و رؤية المجتمع .

و قد تعددت الرموز الإصلاحية الأزهرية فى ذلك الوقت ، بداية بالشيخ عمر مكرم مروراً برفاعة الطهطاوى لتتبلور هذه الأفكار بشدة عند الأفغانى و محمد عبده ، و تشكل بديلاً فكرياً إسلامياً حقيقياً للحركات السلفية و الوهابية فى مصر و العالم الإسلامى .

و هذه النقطة - كما أرى - فى غاية الأهمية ، حينما نود تفسير الانتشار الجماهيرى للتيار السلفى فى مصر .

 

3-     النظريات التفسيرية للانتشار الجماهيري

يجدر بنا أن نذكر أولاً ؛ أن مهمة المفكر التفسيرية الحقيقية ، تتجلى فى فهم الظواهر فهماً جيداً ، ثم تجريدها من التفاصيل ، للخروج بقاعدة تفسيرية ، و قد تواجه هذه المهمة إشكاليتان :

 الإشكالية الأولى ؛ فى عدم فهم الواقع فهماً صحيحاً ، مما يترتب عليه الخروج بقاعدة تجريدية غير دقيقة غير قادرة على تفسير ظواهر كثيرة .

 الإشكالية الثانية ؛ هى فى منطق التجريد الذى قد يكون به أخطاء .

 و نجد أن الإشكال الأول لا يؤدى بالضرورة إلى إسقاط المنهج التحليلى للمفكر ككل ، إذ أن المشكلة ستظهر فقط فى الظواهر الغير واضحة بشكل كامل له ،  بل  إن ذلك من الطبيعى و من الوارد حدوثه لكل المفكرين ، أما الإشكال الآخر فقد يسقط المنهج التحليلى لهذا المفكر بشكل كامل ، إذ أن التجريد هو أساس التفسير ، و التجريد له عدة متطلبات منها الحياد و الموضوعية و إسقاط المركزيات ، و غيرها من المتطلبات التى ليس هذا مجال الخوض فى مناقشتها .

اختلف الكثير من المفكرين و المحللين فى تفسير انتشار التيارات السلفية ، فى الشارع المصرى انتشاراً واسعاً بدأ مع منتصف السبعينيات من القرن الماضى و أتخذ اشكالاً عديدة ، و استمر حتى وقتنا هذا متخذاً الشكل الوهابى كنموذج سلفى أكثر رواجاً .

و قد أعزى كثير من المفكرين - المحترمين جداً - أسباب انتشار و رواج المدرسة السلفية الوهابية فى مصر فى الفترة الأخيرة إلى عوامل اقتصادية و سياسية و اجتماعية ، فانتشار هذا التيار فى رأيهم هو الوجه الآخر لانتشار الجريمة ، و يمكننا تفسيره كما نفسر انتشار الجريمة و ارتفاع معدلاتها ، فاتباع الفكر السلفى الوهابى أو اللجوء إلى الجريمة هما فى حقيقة الأمر - كما يرون - وسيلة للهروب من الأعباء الاقتصادية و الاجتماعية التى فاقم من تأثيرها توحش العولمة و زيادة التطلعات مع ارتفاع معدلات البطالة و قلة الأجور و تضخم الأسعار ، ذلك بالطبع فضلاً عن الظروف السياسية المذرية التى نعيشها من تخبط فى الرؤى و غياب للوجهة و كبت للحريات .

فالمشكلة - فى رأيهم - ليست ذات أساس فكرى البتة ، بل مجرد نتيجة حتمية سيتم القضاء عليها بالقضاء على أسبابها و وضع حلول جذرية لهذه المشكلات .

و فى رأيى المتواضع ؛ فإن هذه الأسباب السالف ذكرها ، مهمة جدا بالطبع ، و لكنى أرى أنها غير قادرة على تفسير عدة أمور ، وذلك ما أرجعه للإشكال الأول فى مهمة المفكر التفسيرية ، من هذه الأمور التى لم تفسرها هذه المشكلات فى رأيى ،  سبب انتشار و ذيوع هذا التيار الفكري السلفى ، بين أبناء الطبقات العليا أو المتوسطة و التى قد لا تواجه هذه المشكلات التى تواجهها الطبقات الأكثر فقراً ، و إن كانت النسبة أقل بطبيعة الحال ، كما أنها أيضاً لا تفسر وجود مفكرين سلفيين مؤمنين بالفكر السلفى و ينظِّرون له ، بعكس الجريمة التى لا تستند لمنهج مبرر و لا منظِّرين ، كما أنها أيضاً غير قادرة على تفسير انتشار السلفية فى الدول الأغنى من مصر ، كدول الخليج مثلاً .

ذلك بالاضافة إلى وجود عوامل أخرى أدت إلى انتشار هذا المنهج ، منها زيادة مساحة التكنولوجيا فى مجتمعنا ، و العواطف الإيمانية لدى الناس ، فبات من السهل جداً ، التأثير على العقول من خلال قناة بسيطة يدعى أنها تأخذ الناس إلى الجنة ، هذه العبارة فقط كفيلة بأن تجعل الناس يصدقون كل ما يقال ، فى ظل الأزمة الثقافية  التى تعيشها بلادنا و غياب المسار الحضارى السليم الذى رسمه مصلحونا قبل ذلك .

لذلك أرى ، أن ذيوع المنهج السلفى الوهابى له أصل فكرى ، كما أن المنهج نفسه له منطقية و وجاهة ، و إن كنت لا أتفق معها ، صحيح أن تلك العوامل الاقتصادية و الاجتماعية أدت إلى توسيع دائرة الانتشار ، إلا أن أصل المشكلة فكرى و يحتاج إلى منهج بديل ، كما يحتاج إلى إيجاد نموذج فكرى يتوافق مع عواطف الناس و مشاعرهم كما يعيد المسار الحضارى الذى رسمه المصلحون فى بلادنا منذ أكثر من قرنين من الزمان ، و ليس فقط حلاً للمشكلات التى تفاقم الأزمة .

 

4-     الترويج الإعلامي ضد السلفية

فى الفترة الأخيرة ، و كرد فعل طبيعى لذيوع و انتشار التيار السلفى بين شرائح المجتمع ، بدرجات تتفاوت بين السطحية و العمق فى اتباع هذا المنهج ، تولد تيار مضاد يدعو إلى رفض هذا المنهج تماماً ، و من الطبيعى أيضاً أن يتفاوت هذا الرد بين السطحية و العمق .

و هناك الكثيرون ، الذين اعتقدوا أن مواجهة التيار السلفى بشكل سطحى ، تضر أكثر مما تفيد ، بل إنها فى واقع الأمر حرب على الإسلام لا التيار السلفى ، و أنه من أراد أن يواجه التيار السلفى فإنه من الواجب عليه أن يقدم بديلاً حقيقياً .

شخصياً ، أختلف مع هذه الرؤية لعدة أسباب ، من أهمها أن تعلق الناس بالمشروع السلفى الوهابى - فى رأيى - لا يمت بصلة قريبة أو بعيدة إلى خدمة المشروع الحضارى الإسلامى ، فأنا أختلف مع الذين يقولون أن انتشاره خير من انتشار الأفكار الأخرى غير الإسلامية ، ذلك لأنه - كما أرى - فإن المنهج السلفى الوهابى هو منهج يدعو إلى الواحدية فى الرأى و عدم قبول الاختلاف و تحجيم العقل مما يفقده قدرته على تغيير الواقع ، كما لا يركز على الدولة و لا على الانتماء لها و الحرص على مشروعها الوطنى ، و هذه السمات أرى أنها جد خطيرة ، و أن انتشار المنهج الذى يتسم بها أسوأ من أى منهج آخر و لو كان غير إسلامى .

كما أن طرح الانتقادات الموجهة للفكر الوهابى بشكل عميق ، لا يتناسب مع العامة  ، سيدخلنا فى أزمة حقيقية ، إذ أن السلفية تطرح نفسها بسطحية و عمق فتجد ذيوعاً كبيراً حتى بين أبسط الناس ، و المطلوب أن يكون الرد عليها بتقديم بديل و بعمق و تحليل ، و هو ما يحد جداً من انتشار هذا الرفض للمنهج السلفى ، لذلك فأنا أرى أن تقديم البديل أمر فى غاية الأهمية ، خاصة و أننا نمتلك المسار الحضارى الصحيح النابع من ثقافتنا و تراثنا ، لكن فى نفس الوقت فإن تلك الدعاية المضادة البسيطة لهذا المشروع ، أرى أنها فى غاية الأهمية لتخرج من أذهان البسطاء تلك الصورة الوردية عن هذا المنهج الذى أراه يفت فى عضد أمتنا و بلادنا و تاريخنا و واقعنا ، ليخرج بنا عن المسار الحضارى السليم ، الذى اجتهد في رسمه أجدادنا ليقدموه لنا نموذجاً .

 

فى نهاية الأمر ؛ أخلص إلى أن رفضنا للمشروع السلفى الوهابى الغريب على مجتمعنا و تاريخنا ، لا يعنى أبداً قبولنا للدعوات التغريبية ، بل على العكس تماماً ، فأنا أؤمن بما اعتقده مصلحو أمتنا مع بدايات القرن التاسع عشر ، فى أن المسلك الحقيقى لمواجهة الحملات التغريبية الوافدة علينا ، بل و الذى يجعلنا أكثر ثقة فى أنفسنا و مقاومتنا ، هو الدعوة إلى تجديد أنفسنا بأيدينا ، خاصةً و أن تاريخنا ملئ و زاخر بالمشروعات الإنسانية التى أضاءت للإنسان طريقه قروناً من الزمان .

هذا و بالله التوفيق

Friday, October 16, 2009

حينما أهلوس


حينما أهلوس

متى تجئ يا وقت الغروب !

أشتاق حقاً للغروب

أشتاق للوقت الذى أرتاح فيه ..

لا تتعجلوا ،،،

لست أرتاح فى وقت الغروب

لكن ؛؛

أتوق لأن أرى الشمس الجريحة بين أنياب الغمام

أتلمس النسمات تقبل فى هدوء

و أعد نجمات الليالى الحالمة

و شعاع بدرٍ بارقٌ وسط الظلام

أما عن الوقت الذى أرتاح فيه ..

فذاك أمرٌ لا يرام

لا أظنه يأتى قريبا

نعم ،،

أعلم أنكم ستقولون ؛ ما هذا المخبول ؟؟

لستم مخطئين ...

قد قلتها قبلكم

لكنه قدرى ،

قدرى و قدركم

أستكتب الكلمات من قلب العدم

و أنتم تقرؤون

بالمناسبة ؛

الشروق أيضا جميل

لكنه لحظى

يأتينا دوماً بالألم

يأتى بشمسٍ بائسة .. تستل دوماً سيفها

فى وجهنا

يأتى ليذبح النسمات فى حلقومنا

و يبعثر النجمات حتى تنطفئ

أما الغروب ..

فذو جمال مستدام

يأتينا دوما بالظلام

و ظلامه يحوى بحار المستحيل

يحوى أخاديد العسل

يحوى أساطير البطولة كلها

ما أروع الأحلام

ليست كلها رائعة ،،

معكم حق ..

لكنه أفضل من النهار على أى حال

أما أنا ..

فلا أظن أننى أرتاح ليلاً أو نهار

خلقت فى كبد

أستعذب كبدى ، أحياناً

لكنى فى النهاية ،،

حزين

كثيراً ، ما أسألنى

ما سر ذلك الحزن الدفين ؟؟!!

لكننى أجد نفسى كالطالب الذى يتعلل بتعقيد الإجابة

و لا يعترف بوعورة السؤال

ألم أقل لكم أننى مخبول

أجل ...

مخبولٌ يشتاق لوقت الغروب

و يشتاق للوقت الذى يرتاح فيه